قالَ الأزهريُّ في
«تهذيب اللُّغة» (10/ 79): (تقولُ: فلانٌ يَكْسِبُ أهلَه خيرًا...
وقالَ أحمدُ بنُ
يحيَى: كُلُّ النَّاسِ يقولونَ: كَسَبَكَ فلانٌ خيرًا، إلَّا ابنَ الأعرابيِّ،
فإنَّه يقولُ: أكسبَكَ فلانٌ خيرًا) انتهى.
وقال الزَّجَّاجيُّ
في «أخباره» (ص198): (وقد حُكِيَ في لُغةٍ شاذَّةٍ: أَكْسَبْتُهُ، وليس بالجيِّدِ)
انتهى.
وقال أبو عليٍّ
القاليُّ في «الأمالي» (1/ 280): (كان أبو بكر بن دُرَيْد يقولُ: كَسَبْتُ المالَ،
وكَسَبْتُهُ غيري، ولا يُجيزُ أَكْسَبْتُهُ. وغيرُه يقولُ: كَسَبْتُ المالَ،
وأَكْسَبْتُه غيري. وهما عندي جائزانِ: كَسَبْتُهُ، وأَكْسَبْتُهُ) انتهى.
وقالَ الجوهريُّ في
«الصّحاح» (ص212): (وكَسَبْتُ أهلي خيرًا، وكَسَبْتُ الرَّجُلَ مالًا، فكَسَبَهُ،
وهذا ممَّا جاءَ علَى فَعَلْتُهُ فَفَعَلَ) انتهى.
وقالَ ابنُ سيدَه في
«المحكم» (6/ 453): (وكَسَبْتُ الرَّجلَ خَيْرًا، وأكْسَبَهُ إيَّاهُ [كذا،
ولعلَّه: وأَكْسَبْتُهُ إيَّاه]، والأُولَى أعلَى،
قالَ:
يُعاتبُني في
الدَّيْنِ قَوْمي وإنَّما * دُيونِيَ في أشياءَ تَكْسِبُهُمْ حَمْدَا
ويُروى:
«تُكْسِبُهُمْ») انتهى.
وجاء في «ديوانِ أبي
نُواس» بروايةِ الصُّوليِّ (ص101):
(وما شَرَّفَتْني كُنْيَةٌ عَرَبيَّةٌ * ولا كَسَبَتْني لا سَناءً
ولا فَخْرا
ويُروَى: «ولا
أَكْسَبَتْني»، وهو خطأٌ، والصَّوابُ: «كَسَبَتْني»، يُقالُ: «كَسَبْتُهُ مالًا»،
ولا يُقالُ: «أكْسَبْتُهُ») انتهى.
وقولُ أبي نُواسٍ:
«كَسَبَتْني» لا «أَكْسَبَتْني» أشبهُ به؛ فقد كانَ مِنَ الفُصحاءِ. قالَ ابنُ
جنِّي في «الفَسْرِ» (1/ 953): (وقالَ أبو نُوَاسٍ، وإنَّه لفصيحٌ عندي)، وقالَ في
موضعٍ آخَر من «الفَسْرِ» (2/ 424) أيضًا: (وقد قالَ أبو نُوَاسٍ، وإن لم يكنْ
قديمًا، فقد كانَ فصيحًا) انتهى.
وقال الصُّوليُّ في
«شرح ديوان أبي تمَّام» (ص229): (يُقالُ: كَسَبْتُه المالَ، وهو المختارُ، وأبو
محلِّمٍ لا يُجيزُ غيرَ هذا. وغيرُه من العلماء يقولُ: كَسَبْتُه وأَكْسَبْتُه)
انتهى.
وقالَ البحتريُّ:
وأَكْسَبْنَني سُخْطَ
امْرِئٍ بِتُّ مَوْهِنًا * أرَى سُخْطَهُ ليلًا معَ اللَّيْلِ مُظْلِما
قالَ أبو العلاءِ
المعرِّيُّ في «عبث الوليد» (ص461): (استعملَ «أَكْسَبْتني»، وإنَّما أخذَه من أبي
تمَّامٍ في مثلِ قولِه:
* أَكْسَبَهُ البَأْوَ غَيْرَ مُكْتَسِبِهْ *
والمتقدِّمونَ من
أهلِ اللُّغةِ يُنكِرونَ «أَكْسَبْتُهُ مالًا»، ويحكونَ: كَسَبَ الرَّجُلُ،
وكَسَبْتُهُ أنا. وقد حُكِيَ أنَّ ابنَ الأعرابيِّ رَوَى: «كَسَبْتُهُ،
وأكْسَبَني». وهذا البيتُ رُبَّما رُوِيَ بالهمزةِ:
فأَكْسَبَني حَمْدًا
وأكْسَبْتُهُ قِرًى * وأَرْخِصْ بحَمْدٍ كانَ كاسِبَهُ أَكْلُ
والقياسُ يُسَوِّغُ
«أَكْسَبَهُ»؛ لأنَّ الهمزةَ مِمَّا يُعدَّى به الفِعْلُ) انتهى.
وقال الزَّمخشريُّ في
«الكشَّاف» (2/ 288): (...كما أنَّ «كَسَبْتُه مالًا» أفصحُ مِن «أَكْسَبْتُهُ».
والمرادُ بالفصاحةِ أنَّه علَى ألسنةِ الفُصحاءِ من العربِ الموثوقِ بعربيَّتِهم
أَدْوَرُ، وهم له أكثرُ استعمالًا) انتهى.
وقال النَّوويُّ في
«شرح صحيح مسلم» (2/ 201): (وأمَّا قولُها [أي:
خديجة -رضي الله عنها-]: (وتَكْسِبُ
الـمعدومَ): فهو بفتحِ التَّاء، هذا هو الصَّحيحُ المشهورُ، ونقَله القاضي عياض عن
رواية الأكثرين، قال: ورواه بعضُهم بضمِّها. قال أبو العبَّاس ثعلبٌ، وأبو سليمانَ
الخطَّابيُّ، وجماعاتٌ من أهل اللُّغةِ: يُقال: كَسَبْتُ الرَّجُلَ مالًا،
وأَكْسَبْتُهُ مالًا، لُغتانِ أفصُحهما باتِّفاقِهم: كَسَبْتُه، بحذفِ الألفِ)
انتهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق