الاثنين، 4 نوفمبر 2019

فوائد من «شرح المعلقات السبع» للزوزني



هذه فوائدُ في اللُّغةِ اخترتُها مِن «شرح المعلَّقات السَّبع» للزَّوزنيِّ (ت 486)، وقد نقلتُ بعضَها بتصرُّفٍ يسيرٍ، وما لم أتصرَّفْ فيه حصَرتُه بين قوسينِ.

ـ البَيْنُ مِنَ الأضدادِ، يكونُ فُرقةً ووصلًا.
ـ (ويُجْمَعُ الصَّاحِبُ علَى الأصحابِ، والصَّحْبِ، والصِّحابِ، والصَّحابةِ، والصُّحْبةِ، والصُّحْبان، ثُمَّ يُجْمَعُ الأصحابُ علَى الأصاحيبِ أيضًا، ثُمَّ يُخَفَّفُ فيُقال: الأصاحِب).
ـ سُمِّيَتِ الْمَطِيَّة مَطِيَّةً؛ لأنَّه يُرْكَبُ مَطَاها؛ أي: ظَهْرها. وقيل: مشتقَّة مِنَ الـمَطْو؛ وهو الـمَدُّ في السَّيْرِ.
ـ (يُقال: (ظَلَّ زيدٌ قائمًا) إذا أتَى عليه النَّهارُ وهو قائم، و(باتَ زيدٌ نائمًا): إذا أتَى عليه اللَّيلُ وهو نائم، و(طَفِقَ زيدٌ يقرأ القرآنَ): إذا أخَذَ فيه ليلًا ونهارًا).
ـ من أساليبِ العَرَب: الدُّعاء للرَّجُلِ في معرضِ الدُّعاءِ علَيْهِ، والعَرَبُ تفعلُ ذلك؛ صرفًا لعينِ الكمالِ عَنِ المدعُوِّ عَلَيه. ومِنْهُ قولُهُم: قاتَلَهُ اللَّهُ ما أفصحَهُ! ومنهُ قولُ جميل:
رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالأذَى * وفي الغُرِّ مِنْ أنيابِها بالقَوادِحِ
ـ (المرْضِعُ الَّتي لها وَلَدٌ رضيعٌ، إذا بُنيَتْ علَى الفِعلِ؛ أُنِّثَتْ، فقيلَ: أرْضَعَتْ فهي مُرضِعةٌ، وإذا حَمَلوها علَى أنَّها بمعنَى ذات إرضاعٍ أو ذات رضيعٍ؛ لَمْ تَلْحَقْها تاءُ التَّأنيثِ، ومثلها: حائض ، وطالق، وحامل، لا فَصْلَ بينَ هذه الأسماءِ في ما ذَكَرْنا، وإذا حُمِلَتْ علَى أنَّها مِنَ المنسوباتِ؛ لَمْ تَلْحَقْها علامةُ التَّأنيثِ، وإذا حُمِلَتْ علَى الفِعلِ؛ لَحِقَتْها علامةُ التَّأنيثِ. ومعنَى المنسوبِ في هذا البابِ: أن يكونَ الاسمُ بمعنَى ذي كذا، أو ذات كذا، والاسمُ إذا كانَ مِن هذا القبيلِ؛ عرَّتْهُ العرَبُ من علامةِ التَّأنيثِ؛ كما قالوا: امرأةٌ لابِنٌ وتامِرٌ؛ أي: ذات لَبَنٍ، وذات تَمْرٍ، ورجُلٌ لابِنٌ وتامِرٌ؛ أي: ذو لَبَنٍ، وذو تَمْرٍ... والمعوَّلُ في هذا البابِ علَى السَّماعِ؛ إذْ هُوَ غيرُ منقادٍ للقِياسِ).
ـ قد تأتي الثِّيابُ بمعنَى القَلْبِ، وعليه حُمِلَ قولُ عنترةَ:
فشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأصَمِّ ثِيابَهُ * لَيْسَ الكريمُ علَى القَنَا بِمُحَرَّمِ
ـ (الإسرار: الإظهار والإضمار جميعًا، وهو مِنَ الأضداد).
ـ (الـمُخَلْخَل: موضع الخِلْخال مِنَ السَّاق، والـمُسَوَّر: موضع السِّوار مِنَ الذِّراع، والمقلَّد: موضع القلادة مِنَ العُنُق، والمقرَّط: موضع القُرْط منَ الأُذُن).
ـ (السَّجَنْجَل: المرْآة، لُغةٌ روميَّة عرَّبَتْها العَرَبُ، وقيلَ: بل هُوَ قِطَعُ الذَّهبِ والفضَّة).
ـ إذا كانَ فعول بمعنَى الفاعِل؛ استوَى فيه لفظُ صفةِ المذكَّر والمؤنَّث؛ يُقال: رَجُلٌ ظَلومٌ، وامرأةٌ ظَلومٌ، ومنه قوله تعالَى: ((تَوْبَةً نَّصُوحًا)).
ـ (الدِّرْعُ: هو قميص المرأةِ، وهو مُذكَّر، ودِرْعُ الحديدِ مؤنَّثة).
ـ (الخَصْمُ لا يُثنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يُؤنَّثُ في لُغةِ شَطْرٍ من العَرَبِ، ومنه قولُه تعالَى: ((وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ إذْ تسَوَّروا المِحْرابَ))، ويُثنَّى ويُجمَعُ في لُغةِ الشَّطْرِ الآخَرِ مِنَ العرَب، ويُجمَعُ على الخِصام والخُصوم).
ـ (تَمَطَّى: أي: تمدَّدَ، ويجوزُ أن يكونَ التَّمطِّي مأخوذًا مِنَ المطَا، وهو الظَّهْر، فيكون التَّمطِّي مَدَّ الظَّهْرِ، ويجوزُ أن يكونَ منقولًا من التَّمطُّطِ؛ فقُلِبَتْ إحدَى الطَّاءَيْنِ ياءً؛ كما قالوا: تَظَنَّى تَظَنِّيًا، والأصلُ: تظنَّنَ تَظَنُّنًا، وقالوا: تقضَّى البازي تَقَضِّيًا؛ أي: تقضَّضَ تَقَضُّضًا، والتمطُّطُ: التَّفعُّلُ مِنَ المطِّ؛ وهو المدُّ).
ـ يُقال: رجلٌ عظيمُ المناكِب، ولا يكونُ له إلا منكِبانِ، وإنَّما يُعبَّر بذلك؛ لأنَّه لا لبس فيه؛ فجَرَى الجمعُ والتَّوحيد مجرًى واحدًا عند الاتِّساعِ.
ـ (وسُمِّي المتقدِّم هادِيًا؛ لأنَّ هاديَ القومِ يتقدَّمُهم، ومنه قيلَ لعُنُقِ الفَرَسِ: هادٍ؛ لأنَّه يتقدَّم علَى سائِرِ جَسَدِه).
ـ (الحَبِيُّ: السَّحاب المتراكِم، سُمِّي بذلك؛ لأنَّه حبَا بعضُه إلَى بعضٍ فتراكَمَ).
ـ (السَّليطُ: الزَّيت، ودهن السِّمْسِمِ سَليطٌ أيضًا، وإنَّما سُمِّيا سليطًا؛ لإضاءتِهما السِّراجَ، ومِنه السُّلطانُ لوضوحِ أمرِه).
ـ (الكَبّ: إلقاءُ الشَّيءِ علَى وجهِه، والفعلُ كَبَّ يَكُبُّ، وأمَّا الإكبابُ؛ فهو خُرور الشَّيءِ علَى وجهِهِ، وهذا مِنَ النَّوادِر؛ لأنَّ أصلَه مُتعدٍّ إلَى المفعولِ بهِ، ثُمَّ لَمَّا نُقِلَ بالهمزةِ إلَى بابِ الأفعالِ؛ قَصُرَ عَن الوصولِ إلى المفعولِ بهِ، وهذا عَكْسُ القِياسِ المطَّرِدِ؛ لأنَّ ما لَمْ يَتَعدَّ إلَى المفعولِ في الأصلِ؛ يتعدَّى إليهِ عند النَّقْلِ بالهمزةِ إلى بابِ الأفعالِ؛ نحو: قَعَدَ وأقْعَدتُّهُ، وقامَ وأقَمْتُه، وجَلَسَ وأجْلَسْتُه. ونظيرُ كبَّ وأكبَّ: عَرَضَ وأعرْضَ؛ لأنَّ عَرَضَ مُتعدٍّ إلَى المفعولِ بهِ؛ لأنَّ معناه: أظْهَرَ، وأعْرَضَ لازمٌ؛ لأنَّ معناه: ظَهَر ولاحَ، ومنه قولُ عمرِو بنِ كُلثوم:
فأعْرَضَتِ اليمامةُ واشْمَخرَّتْ * كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتينا).
ـ (القُصْوَى، والقُصْيا: تأنيثُ الأقصَى، وهو: الأبْعَد، والياءُ لُغةُ نَجْدٍ، والواوُ لُغَةُ سائِرِ العَرَبِ).
ـ سُمِّيَتْ الحديقةُ حديقةً؛ لإحداقِ الحائطِ بها، والإحداقُ: الإحاطةُ.
ـ الوَسْمِيّ: المطَرُ الأوَّل مِنْ أمطارِ السَّنةِ؛ سُمِّيَ بهِ؛ لأنَّه يَسِمُ الأرضَ بالنَّباتِ. والوَلِيُّ: هُو المطَر الثَّانِي مِن أمطارِ السَّنَةِ، سُمِّي بهِ؛ لأنَّه يلي الأوَّلَ.
ـ (" الـمُمَرَّدُ ": الـمُمَلَّس، مِن قولِهِم: وَجْهٌ أمْرَدُ، وغلامٌ أمْرَدُ؛ لا شَعرَ عليهِ، وشَجرةٌ مَرْداءُ؛ لا وَرَقَ لَها. و" الممَرَّدُ ": المطَوَّل. وقد أُوِّلَ قولُه تعالَى: ((صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ)) بهما).
ـ (الغَبراءُ: صفة الأرضِ، جُعِلَتْ كالاسمِ لها).
ـ (الوَغَى: أصلُه صوتُ الأبطالِ في الحَرْبِ، ثُمَّ جُعِلَ اسمًا للحَرْبِ).
ـ (العَمْر والعُمْر والعُمُر بمعنًى، ولا يُستعمَل في القسَم إلاَّ بفَتْحِ العَيْن).
ـ (ذَرُوه: دَعُوه، والماضي مِنهما غيرُ مُستعمَلٍ عند جُمهورِ الأئمَّة؛ اجتزاءً بتَرَكَ مِنْهُما، وكذلك اسم الفاعل والمفعول؛ لاجتزائهم بالتَّاركِ والمتروكِ).
ـ (الغُمَّة والغَمّ واحِد، وأصلُ الغَمِّ التَّغطية، والفِعل: غَمَّ يَغُمُّ، ومنه: الغَمام؛ لأنَّه يَغُمُّ السَّماءَ؛ أي: يُغَطِّيها، ومنه: الأغمّ والغمَّاء؛ لأنَّ كثرة الشَّعر تُغَطِّي الجبينَ والقفا).
ـ  (الحِوار والـمُحاوَرة: مُراجَعة الحديث، وأصلُه من قولِهم: حارَ يحُورُ؛ إذا رجَعَ).
ـ (كانَتِ العَرَبُ تقولُ في تحيَّتها: انعمْ صباحًا؛ أي: نَعِمْتَ صباحًا؛ أي: طابَ عيشُكَ في صباحِكَ؛ مِنَ النَّعمةِ؛ وهي: طيبُ العَيْشِ. وخُصَّ الصَّباحُ بهذا الدُّعاءِ؛ لأنَّ الغاراتِ والكرائهَ تَقَع صباحًا. وفيها أربعُ لُغاتٍ: انعَمْ صباحًا، بفتح العَيْنِ، مِن: نَعِمَ ينْعَمُ؛ مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ، والثَّانية: انعِمْ، بكسرِ العَيْنِ، مِن: نَعِمَ يَنْعِمُ؛ مثل: حَسِبَ يَحْسِبُ، ولَمْ يأتِ علَى فَعِلَ يَفْعِلُ من الصَّحيح غيرُهما... والثَّالثة: عَمْ صباحًا، مِن: وَعَمَ يَعَمُ؛ مثل: وَضَعَ يَضَعُ، والرَّابعة: عِمْ صباحًا ، مِن: وَعَمَ يَعِمُ؛ مثل: وَعَدَ يَعِدُ).
ـ (التَّوسُّم: التَّفرُّس، ومنه قولُه تعالَى: ((إنَّ في ذلك لآياتٍ للمُتوَسِّمينَ))، وأصلُه من الوَسام والوَسامة؛ وهما: الحُسن؛ كأنَّ التَّوسُّمَ تتبُّع محاسِنِ الشَّيءِ. وقد يكونُ مِنَ الوَسْمِ؛ فيكون تتبُّع علاماتِ الشَّيءِ وسِماتِه).
ـ (الزُّرقة : شِدَّة الصَّفاءِ، ونَصْلٌ أزرق، وماءٌ أزرقُ؛ إذا اشتدَّ صفاؤهما، والجمعُ: زُرْقٌ، ومِنه: زُرْقةُ العَيْن).
ـ (السِّلْم: الصُّلح، يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ).
ـ (أراقَ الماءَ والدَّمَ يُريقُهُ، وهَرَاقَهُ يُهَرِيقُهُ، وأهْرَاقَهُ يُهْرِيقُهُ: لُغاتٌ، والأصلُ: اللُّغة الأُولَى، والهاءُ في الثَّانيةِ بَدَل من الهمزةِ في الأُولَى، وجمع في الثَّالثة بينَ البَدَل والمبْدَل؛ توهُّمًا أنَّ همزة (أفْعَل) لَمْ تَلْحَقْهُ بَعْدُ).
ـ يجوزُ أن تأتيَ (هَلْ) بمعنَى (قَدْ)، ومنه قولُه تعالَى: ((هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ))؛ أي: قد أتَى.
ـ (الكَشْح: منقطع الأضلاع، والجمع: كُشوحٌ، والكاشِح: المضْمِر العداوة في كَشْحِهِ، وقيلَ: بل هو من قولهم: كَشَحَ يَكْشَحُ كَشْحًا؛ إذا أدبر وولَّى؛ وإنَّما سُمِّيَ العدُوُّ كاشِحًا؛ لإعراضِهِ عن الوُدِّ والوِفاق. ويُقال: طَوَى كَشْحَهُ علَى كذا؛ أي: أضمَرَ في صَدْرِهِ).
ـ (الرَّعي يقتصِر علَى مفعولٍ واحدٍ: رَعَتِ الماشِيةُ الكَلأَ، وقد يتعدَّى إلَى مفعولَيْنِ؛ نحو: رَعَيْتُ الماشِيةَ الكلأَ).
ـ (وسُمِّيَتِ الدِّيةُ عَقْلًا؛ لأنَّها تَعْقِلُ الدَّمَ عَنِ السَّفْكِ؛ أي: تحقنُه وتحبسُه، وقيل: بل سُمِّيَتْ عَقْلًا؛ لأنَّ الواديَ كان يأتي بالإبِلِ إلى أفنيةِ القتيلِ؛ فيعقِلها هناكَ بِعَقْلِها؛ فعَقْل علَى هذا القَوْلِ بمعنَى المعقولِ، ثُمَّ سُمِّيَتِ الدِّيةُ عَقْلًا، وإن كانَتْ دنانيرَ ودراهمَ، والأصلُ ما ذَكَرْنا).
ـ (ويُقالُ في المثَلِ: هو خابطٌ خَبْطَ عَشْواءَ؛ أي: قد رَكِبَ رأسَهُ في الضَّلالةِ؛ كالنَّاقةِ الَّتي لا تُبْصِرُ ليلًا؛ فتَخْبِط بيدَيْها علَى عمًى؛ فرُبَّما تردَّتْ في مَهواةٍ، ورُبَّما وَطِئَتْ سَبُعًا أو حيَّةً أو غير ذلك).
ـ (وَفَيْتُ بالعَهْدِ أفِي به وفاءً، وأوفَيْتُ به إيفاءً: لُغتانِ جيِّدتانِ، والثَّانيةُ أجودُهما؛ لأنَّها لُغةُ القرآنِ؛ قال الله تعالَى: ((وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ))).
ـ (ويُقالُ: هَدَيْتُه الطَّريقَ، وهَدَيْتُهُ إلَى الطَّريقِ، وهَدَيْتُهُ للطَّريقِ).
ـ (والزَّبورُ فَعولٌ بمعنَى المفعولِ؛ بمنزلة الرَّكُوب والحَلُوب؛ بمعنى: المركوب والمحلوب).
ـ (بانَ يَبينُ بيانًا، وأبانَ: قد يكونُ بمعنَى أظْهَرَ، ويكونُ بمعنَى ظَهَرَ، وكذلك: بيَّنَ وتبيَّن؛ قد يكونُ بمعنَى ظَهَرَ، وقد يكون بمعنَى عَرَفَ، واستبانَ كذلك؛ فالأوَّل لازمٌ، والأربعةُ قد تكون لازمةً، وقد تكون مُتعدِّيةً، وقولُهم: أبانَ الصُّبحُ لذي عَيْنَيْنِ؛ أي: ظَهَرَ؛ فهو هنا لازمٌ).
ـ الغديرُ مأخوذٌ من المغادَرةِ؛ لأنَّه ماءٌ غادَرَه السَّيلُ؛ أي: تَرَكه وخلَّفه.
ـ (جُمادَى: اسمٌ للشِّتاءِ، سُمِّي بها؛ لجُمودِ الماء فيه).
ـ قد يُؤنَّثُ المذكَّرُ؛ مراعاةً للمعنَى؛ نحو قول الشَّاعر:
* غَفَرْنا وكانَتْ مِن سَجِيَّتِنا الغَفْرُ *
أي: وكانَتِ المغفرةُ من سجيَّتنا.
وقال آخَر:
* سائِلْ بني أسدٍ ما هذه الصَّوتُ *
أي: ما هذه الاستغاثة؛ لأنَّ الصَّوتَ مُذكَّر.
ـ سُمِّي الغُبارُ مَنينًا؛ لانقطاعِ بعض أجزائه عن بعض، وسُمِّي الدَّهرُ والمنيَّةُ مَنونًا؛ لقطعِهما أعمارَ النَّاس وغيرهم؛ فهي مأخوذةٌ من المنِّ؛ أي: القطع، والفِعْلُ: مَنَّ يَمُنُّ.
ـ  (وجه الظَّلام: أوَّله، وكذلك: وجه النَّهار).
ـ (الجُمان والجُمانة: دُرَّة مصوغة من الفضَّة، ثُمَّ يُستعارانِ للدُّرَّةِ، وأصله فارسيٌّ معرَّبٌ؛ وهو: كُمانَة).
ـ سُمِّيَتِ القِداح أزلامًا؛ لاستوائها، والتَّزليم: التَّسوية.
ـ (العَلَه والهَلَع: الانهماك في الجَزع والضَّجَر).
ـ (السَّمْهَرِيَّة مِنَ الرِّماح: مَنسوبةٌ إلَى سَمْهَر؛ رجل كان بقريةٍ تُسمَّى خَطًّا -من قُرى البحرَيْن-، وكان مُثقِّفًا ماهِرًا؛ فنُسِبَ إليه الرِّماح الجيِّدة).
ـ (الـمُدامُ والـمُدامةُ: الخَمر، سُمِّيَتْ بها؛ لأنَّها قد أُدِيمَتْ في دَنِّها).
ـ سُمِّي اللَّيلُ كافِرًا؛ لكَفْرِهِ الأشياءَ؛ أي: لسَتْرِهِ، والكَفْر: السَّتْر.
ـ ألقَتِ الشَّمْسُ يَدَها في اللَّيلِ: أي: ابتدأَتْ في الغُروبِ، وعُبِّرَ بإلقاءِ اليد؛ لأنَّ مَنِ ابتدأَ بالشَّيءِ؛ قيلَ: ألقَى يَدَه فيه.
ـ (باءَ بكذا: أقرَّ به، ومنه قولُهم في الدُّعاءِ: أبوءُ لكَ بالنِّعمةِ؛ أي: أُقِرُّ).
ـ سُمِّيَتِ النَّوائحُ نوائحَ؛ لتقابلهنَّ؛ مِنَ التَّناوُح؛ أي: التَّقابُل.
ـ (والقَسْمُ: مَصْدَرُ قَسَمَ يَقْسِمُ، والقِسْمُ والقِسْمةُ اسمانِ، وجمعُ القِسْمِ أقسام، وجمع القِسْمَةِ قِسَمٌ).
ـ (والظَّعِينةُ: المرأةُ في الهَودج، سُمِّيَتْ بذلك؛ لظَعْنِها مع زوجِها؛ فهي فعيلة بمعنى فاعلة، ثُمَّ كَثُرَ استعمالُ هذا الاسم للمرأةِ؛ حتَّى يقال لها ظعينة وهي في بيت زوجِها).
ـ (الكريهة: مِن أسماءِ الحَرْب، والجمع: الكرائه، سُمِّيَتْ بها؛ لأنَّ النُّفوسَ تكرهُها، وإنَّما لَحِقَتْها التَّاءُ؛ لأنَّها أُخْرِجَتْ مُخْرَجَ الأسماءِ؛ مثل: النَّطيحة والذَّبيحة، ولَمْ تُخْرَجْ مُخْرَجَ النُّعوتِ؛ مثل: امرأة قتيل، وكفّ خضيب).
ـ (قولهم: (أقَرَّ اللهُ عَيْنَكَ): قال الأصمعيُّ: معناه: أبردَ الله دَمْعَكَ؛ أي: سرَّكَ غايةَ السُّرورِ، وزَعَمَ أنَّ دَمْعَ السُّرورِ باردٌ، ودَمْعَ الحُزنِ حارٌّ، وهو عندهم مأخوذ من القَرور؛ وهو الماء البارِدُ، وردَّ عليه أبو العبَّاس أحمد بن يحيَى ثعلب هذا القَوْل، وقال: الدَّمْعُ كُلُّه حارٌّ؛ جلبَه فَرَحٌ أو تَرَحٌ. وقال أبو عمرٍو الشَّيبانيُّ: معناه: أنامَ اللهُ عينَكَ، وأزالَ سَهَرَها؛ لأنَّ استيلاءَ الحُزْنِ داعٍ إلى السَّهَر؛ فالإقرار علَى قولِه: إفعالٌ من قَرَّ يَقِرُّ قرارًا؛ لأن العيونَ تقرُّ في النَّومِ، وتطرِفُ في السَّهَر. وحكَى ثعلبٌ عن جماعةٍ من الأئمَّة أنَّ معناه: أعطاكَ الله مُناكَ ومُبتغاكَ؛ حتَّى تقرَّ عينُكَ عنِ الطُّموحِ إلى غيرِهِ؛ وتحريرُ المعنَى: أرضاكَ الله؛ لأنَّ المترقِّبَ للشَّيءِ يطمح ببصرِه إليه؛ فإذا ظَفِرَ به؛ قرَّتْ عينُهُ عن الطُّموحِ إليه).
ـ (تُوصَفُ الرِّماحُ بالسُّمرةِ؛ لأنَّ سُمْرَتَها دالَّةٌ علَى نُضْجِها في منابتِها).
ـ (العَرَبُ تستعيرُ للعِزِّ اسمَ القَناةِ).
ـ (الزَّبون: الدَّفوع، وأصله من قولِهم: زَبَنَتِ النَّاقةُ حالِبَها؛ إذا ضَرَبَتْهُ بثَفِناتِ رِجْلَيْها؛ أي: برُكْبَتَيها، ومنه: الزَّبانيةُ؛ لزَبْنِهِم أهلَ النَّارِ؛ أي: لدَفْعِهِم).
ـ (الذِّمارُ: العَهْدُ والحِلْفُ والذِّمَّة، سُمِّي به؛ لأنَّه يُتَذَمَّرُ له؛ أي: يُتغضَّبُ لِمُراعاتِه).
ـ (الجَوْنُ: الأسود، والجَوْنُ: الأبيض، والجمعُ: جُون).
ـ (الهُوَيْنَى: تصغيرُ الهُونَى؛ وهي تأنيث الأهْوَن؛ مثل: الأكبر والكُبْرَى).
ـ الحَسَب: فَعَل في معنى مَفعول؛ أي: المحسوب من مكارمِ آبائه؛ مثل النَّفَض، والخَبَط، والقَبَض، واللَّقَط: في معنَى المنفوض، والمخبوط، والمقبوض، والملقوط.
ـ (الرِّكاب: الإِبِل، لا واحِدَ لها مِن لَّفظِها. وقال الفرَّاءُ: واحِدُها رَكوب، مثل: قَلوص وقِلاص).
ـ (وَسْط بتسكينِ السِّين: لا يكونُ إلاَّ ظَرْفًا، والوَسَط بفَتْحِ السِّين: اسمٌ لِّمَا بَيْنَ طَرَفَيِ الشَّيْءِ).
ـ (الحَلوبة: جمع الحَلوب عند البصريِّينَ، وكذلك: قَتوبة وقَتوب، ورَكوبة ورَكوب. وقال غيرُهم: هي بمعنَى مَحْلوب، وفَعول إذا كانَ بمعنَى المفعول؛ جازَ أن تلحقَه تاءُ التَّأنيث عندهم).
ـ (والجَناحُ -عند أكثر الأئمَّة- ستَّ عَشْرةَ ريشةً: أربع قَوادِم، وأربع خَوافٍ، وأربع مَناكِب، وأربع أباهِر. وقال بعضُهم: بل هي عشرون ريشةً، وأربع منها كُلًى).

ـ (سُمِّيَتْ فارةُ المسكِ فارةً؛ لأنَّ الرَّوائحَ الطيِّبةَ تفورُ منها، والأصلُ: فائرة، فخُفِّفَتْ، فقيلَ: فارة).
ـ (والحُرُّ من كُلِّ شيءٍ: خالِصُهُ وجَيِّدُهُ).
ـ (الوَقود: الحَطَب، والوُقود بضمِّ الواو: الإيقاد).
ـ أصل آمين: أَمِين، (فأُشْبِعَتِ الفتحةُ؛ فتولَّدَتْ مِنْ إشباعِها ألفٌ؛ يدلُّكَ علَيْهِ: أنَّه ليس في كلامِ العَرَبِ اسمٌ جاءَ علَى (فاعيل)، وهذه اللَّفظةُ عربيَّةٌ بالإجماعِ).
ـ (الدَّائرة: اسمٌ للحادِثة، سُمِّيَتْ بها؛ لأنَّها تدور من خيرٍ إلى شرٍّ، ومن شرٍّ إلى خيرٍ، ثُمَّ استُعْمِلَتْ في المكروهةِ دونَ المحبوبة).
ـ (الـمُؤيِد: الدَّاهية العظيمة، مُشتقَّة من الأَيْد والآد؛ وهما: القُوَّة).
ـ (الأَمْلاءُ: الجماعاتُ من الأشرافِ، الواحد مَلأٌ؛ لأنَّهم يملؤونَ القلوبَ والعيونَ جلالةً وجمالًا).
ـ (النَّقْش: الاستقصاء، ومنه قيلَ لاستخراج الشَّوْكِ مِنَ البَدَنِ: نَقْشٌ، والفعلُ منه: نَقَشَ يَنقُشُ).
ـ (الحَزْمُ أغلظُ مِنَ الحَزْنِ).
ـ الـمَهارِق: جمع الـمُهْرَق، فارسيّ مُعرَّب مُهركَرْد.

هذا آخرُ الفوائدِ، والحمدُ لله ربِّ العالمينَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق