السبت، 27 يونيو 2020

الأخطاء الشائعة في «النحو الوظيفي» لعبد العليم إبراهيم



نبَّهَ الأُستاذ عبد العليم إبراهيم علَى عددٍ من الأخطاءِ الشَّائعةِ في كتابِه »النَّحو الوظيفي»، وبثَّها في مواضِعَ متفرِّقةٍ منه، فرأيتُ أنْ أجمعَها في مكانٍ واحدٍ؛ ليسهُلَ الوصولُ إليها، والاطِّلاعُ عليها.

قال ( ص: 94 ):
( خطأ شائع:
من الأخطاء الشَّائعة أن يُقالَ: ومع أنَّ هذا الرَّجلَ غنيٌّ إلَّا أنَّه بخيلٌ، أو: وعلى الرَّغْم من أنَّه غنيٌّ إلَّا أنَّه بخيلٌ.
ووجه الخطإِ في هاتين الجملتين: أنَّ هذا المقامَ ليس مقام استثناءٍ حتَّى نستعملَ «إلَّا»؛ وإنَّما هو مقام الجمع بين صفتين: الغِنَى، والبُخل.
والصَّوابُ أن يُقالَ في المثالِ الأوَّلِ: وهذا الرَّجل بخيلٌ مع أنَّه غنيٌّ، أو يُقال: ومع أنَّ هذا الرَّجلَ غنيٌّ إنَّه بخيلٌ، أو نراه بخيلًا.
ويُقال في المثالِ الثَّاني: وهذا الرَّجل بخيلٌ على الرَّغم من أنَّه غنيٌّ، أو يُقال: وعلى الرَّغم من أنَّه غنيٌّ إنَّه بخيلٌ، أو نراه بخيلًا ).

قال ( ص: 115، 116 ):
( خطأ شائع:
كثير من صيغ جمع التَّكسير مختوم بهمزةٍ قبلها ألف؛ مثل: علماء، أغنياء، كُرماء، ويُخطئ كثير من النَّاسِ حينَ يظنُّونَ أنَّ كُلَّ جمع تكسير مختوم بألفٍ ممدودة -كهذه الأمثلة- يمنع من التَّنوين، والصَّحيح أنَّ هذه الهمزة في جمع التَّكسير أنواع:
( أ ) همزة زائدة؛ أي: ليست أصليَّة في المفردِ، ولا منقلبة عن أصلٍ؛ مثل: عُلماء، أنبياء، شُرفاء. وهذه الصِّيغ وأمثالها تُمنَع من التَّنوين، وتُجَرُّ بالفتحةِ؛ لأنَّها من أوزان ألف التَّأنيث الممدودة. 
( ب ) همزة أصليَّة تظهر في آخرِ المفردِ؛ مثل: أنباء ( جمع نبأ )، وأعباء ( جمع عبء )، وأضواء ( جمع ضوء )، وأجزاء ( جمع جزء )، وأرزاء ( جمع رزء )، وهذه الصِّيَغ ليست من أوزان ألف التَّأنيث الممدودة؛ ولهذا: تُنوَّنُ وتُجَرُّ بالكسرةِ.
(ﺟ ) همزة منقلبة عن واو؛ مثل: أعداء، وأعضاء، وأبهاء، وآباء، وأسماء، وأبناء، وهذه الصِّيَغ –أيضًا- ليست من أوزان ألف التَّأنيث الممدودة؛ ولهذا: تُنوَّنُ وتُجَرُّ بالكسرةِ.
( د ) همزة منقلبة عن ياء؛ مثل: آراء، وأصداء، وآلاء –بعنَى نِعَم ( جمع ألى أو إلى )-، وهذه الصِّيَغ –أيضًا- ليست من أوزان ألف التَّأنيث الممدودة؛ ولهذا: تُنوَّنُ وتُجَرُّ بالكسرةِ ).

قال ( ص: 118 ):
( خطأ شائع:
1- من الأخطاء الشَّائعةِ في التَّركيب الَّذي يكونُ فيه المضاف اسم عددٍ من ثلاثة إلى عشرة، أو لفظ مائة أو ألف أو مضاعفهما، أو كلمة غير – أن تدخل ( أل ) على المضاف دون المضاف إليه؛ وعلى هذا: فمن الخطإِ أن نقولَ:
حفظ الأطفال الأربع آيات، وقضيت العشرة أيّام في الرِّيف، وصرفت المائة قرش، وهذا من مشروع الألف كتاب، وأعدت الشرح لغير الفاهم، ولا أتوقَّع الرِّبح للغير متفقين، ولا أنتخب الغير مخلصين؛ وإنَّما الصَّواب: أن تُدخِلَ ( أل ) على المضافِ إليه وحدَه، إذا كان المضاف اسم عددٍ، أو كلمة ( غير )، أو تُدخِلَ ( أل ) على المضاف والمضاف إليه كليهما، إذا كان المضاف اسمَ عددٍ...

2- ومن الأخطاء الشَّائعة –أيضًا- أن يُقالَ: وضعتُ الكُتُب فوق بعضها، ووقفَ التَّلاميذ وراء بعضِهم، والصَّواب أن يُقالَ:  وضعتُ الكُتُب بعضها فوق بعضٍ، ووقف التَّلاميذُ بعضهم وراء بعض، أو: وقف بعض التَّلاميذ وراء بعض، وذلك بتكرار كلمة ( بعض ) في كلِّ صيغةٍ.
ووجه الخطإ في المثال الأوَّل: أنَّ الكتبَ ( وهي كُلّ ) لا يُتصوَّرُ عقلًا أنَّها توضع فوق بعضٍ منها، ولو كان هذا البعضُ واحدًا؛ لأنَّ هذا الواحدَ داخلٌ في الكُلِّ  الَّذي وُضع، فلو فرضنا أنَّ عدد الكتب المتحدَّث عنها عشرة، وقلنا: وضعتُ الكتب –أي: العشرة- فوق بعضها -أي: فوق الواحدِ-؛ لكان المجموع أحدَ عشرَ كتابًا، وهذا خلاف المفروض، وكذلك الأمر في المثال الثَّاني ).

قال ( ص: 272 ):
( خطأ شائع:
من الأخطاء الشَّائعة: تكرار «كُلَّما» في الأسلوب الواحدِ؛ فلا يُقال: كُلَّما قلَّ المعروضُ من السِّلَعِ كُلَّما ارتفعَ ثمنُها، والصَّواب: حذفُ «كُلَّما» الثَّانية ).

قال ( ص: 283 ):
( خطأ شائع:
من أساليب «لا» النَّافية للجنسِ أن نقولَ: لا بُدَّ من تحرير فلسطين؛ علَى أنَّ «بُدّ» اسم «لا» مبنيًّا علَى الفتحِ في محلِّ نصب، والجارّ والمجرور خبر «لا».
ويُمكن أن نقولَ: لا بُدَّ أن نحرِّرَ فلسطين؛ فالمصدرُ المؤوَّل من «أنْ» والفعل بعده مجرور بـ«مِن» محذوفة،  والجارّ والمجرور خبر «لا».
ومن الخطإِ الشَّائع قولهم: لا بُدَّ وأن نحرِّرَ فلسطين، ووجه الخطإ في هذا التَّعبيرِ: هو إقحام هذه الواو بين اسم «لا» ( بُدّ ) و«أن» المصدريَّة ).

قال ( ص: 306 ):
( لا يتوالَى حرفا عطفٍ؛ فلا يُقال –مثلًا-: حضَرَ مُحمَّدٌ وثُمَّ محمودٌ؛ بل يُكتفَى بأحدِ الحرفين: الواو، أو ثمَّ.
ومن الخطإ الشَّائع: أن تجتمعَ الواوُ و«بل» بين المُتعاطفَين؛ مثل:
الأزهر أقدم جامعة في مصر الإسلاميَّة بل والعالم الإسلامي؛ والصَّواب حذف أحد الحرفين.
وفي مثل: ما حضر محمدٌ ولكنْ عليٌّ: تكون الواو هي العاطفة، و«لكن» حرف ابتداء، ويكون التركيب عطف جملة علَى جملة، والتقدير: ما حضر محمدٌ ولكنْ حضر عليٌّ.
وفي مثل: ما حضر محمَّدٌ ولا عليٌّ: الواو هي العاطفة، و«لا» لمجرَّد النَّفي ).

قال ( ص: 343 ):
( خطأ شائع:
من الخطإ أن تأتي «بينما» أو «بينا» في وسط كلام متَّصل بعضه ببعض؛ كأن يُقال: رأيتُ محمَّدًا بينما كان يهمُّ بركوب السَّيَّارةِ، والصَّواب: أن يُبدأ بها في الكلامِ؛ فيُقال: بينما كان محمَّد يهمُّ بركوب السَّيَّارةِ إذْ رأيتُه، أو يُستعمَل بدلها في وسط الكلامِ ظرفٌ آخَر؛ مثل: حين، أو وقت، أو لحظة، أو إذْ؛ فيُقال: رأيتُ محمَّدًا حين كان يهمُّ بركوب السَّيَّارةِ، أو وقت كان. . . أو لحظة كان، أو إذ كان. . . ).

قال ( ص: 352 ):
( ومن الخطإ أن تقع اللَّام في جوابِ «إنْ»؛ كأن يُقال:
سارع الفلَّاحونَ إلى وقاية مزروعاتهم باستعمال المبيدات الحشريَّة، وإلَّا لتلف المحصول، أو: وإلَّا لكان الخطر على المحصول عظيمًا.
ففي هذا التَّركيب «إنْ» مدغمة في «لا»، وهي أداة شرط، وفعلُ الشَّرط يُفهَم من سياق الكلام؛ أي: وإنْ لَمْ يُسارِعِ الفلَّاحونَ تلف المحصولُ، وجوابُ الشَّرطِ هو: تلف المحصول، ووجه الخطإ: هو دخول اللَّام على هذا الجوابِ.
والصَّواب أن يُقالَ: وإلَّا تلف المحصول، أو: وإلَّا كان الخطر على المحصول عظيمًا.
ومن الخطإ الشَّائع -أيضًا- وقوع اللَّام في جوابِ «إذا» الشَّرطيَّة؛ فلا يُقالُ: إذا اعتنيتَ بزرعكَ لعاد عليك بمحصولٍ كبير، والصَّواب أن يُقالَ: عادَ عليكَ. . ).

قال ( ص: 361 ):
( خطأ شائع:
من الأخطاء الشَّائعة: استعمال تركيب «طالما» بمعنَى «ما دامَ»؛ فيُقال: ساعِدْ صديقَكَ طالما كانَ مُحتاجًا إليكَ، والصَّواب أن يُقالَ: ساعِدْ صديقَكَ ما دامَ مُحتاجًا إليكَ.
أمَّا «طالما»؛ فتُستعمَلُ لبيانِ طُولِ مُدَّةِ الفِعْلِ بعدَها؛ مثل: طالما تأخَّرَ هذا العامِلُ، وطالما غفرتُ له هذا التَّأخُّرَ ).

تمَّ بحمدِ اللهِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق