الأحد، 6 أكتوبر 2019

ضبط (أصلت) في قول أبي تمام: (وأصلت شعري)


قال أبو تمَّامٍ مِن قصيدةٍ يمدَحُ فيها أبا المغيث الرَّافقيَّ، ويعتذرُ إليه: [من الطَّويل]
وأَصَّلْتَ شِعْرِي فَاعْتَلَى رَوْنَقَ الضُّحَى * وَلَوْلَاكَ لَمْ يَظْهَرْ زَمَانًا مِنَ الغِمْدِ
هكذا ضُبِطَ قوله: (أصلت) في «شرح الصُّوليِّ لديوان أبي تمَّام» بتحقيق د. خلف رشيد نعمان (1/ 488)، وفي «ديوان أبي تمَّام بشرح الخطيب التِّبريزيِّ» بتحقيق محمد عبده عزَّام (2/ 116)، وفي «ديوان أبي تمَّام» بشرح د. محيي الدِّين صبحي، طبعة دار صادر (1/ 291)، وزاد الأخيرُ علَى سابقَيْهِ بأن شرَح اللَّفظةَ في الحاشيةِ قائلًا: (أصّلت شعري: جعلتَه ذا أصلٍ) انتهى.
وقد بدا لي أنَّ الصَّوابَ: (وَأَصْلَتَّ)، مِنْ (أصْلَتَ السَّيفَ): إذا أخْرَجَهُ مِنْ غِمْدِهِ، فقد شبَّهَ شِعْرَهُ بالسَّيفِ الَّذي يُصْلَتُ، وهي استعارةٌ مكنيَّةٌ. يؤيِّدُ ذلكَ قولُه: (وَلَوْلَاكَ لَمْ يَظْهَرْ زَمَانًا مِنَ الغِمْدِ)، فكأنَّ شِعْرَهُ كانَ مُغمَدًا، ثُمَّ أُصْلِتَ. وجاءَتْ كلمة (رونق) مُناسِبةً للسَّيْفِ أيضًا، وفي «القاموس» (رنق): (ورَوْنَقُ السَّيفِ والضُّحَى: ماؤُهُ وحُسْنُهُ).
والله تعالَى أعلمُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق