قال أبو تمَّامٍ مِن قصيدةٍ يمدَحُ فيها أبا المغيث الرَّافقيَّ، ويعتذرُ إليه: [من الطَّويل]
وأَصَّلْتَ شِعْرِي فَاعْتَلَى رَوْنَقَ الضُّحَى *
وَلَوْلَاكَ لَمْ يَظْهَرْ زَمَانًا مِنَ الغِمْدِ
هكذا ضُبِطَ قوله: (أصلت) في «شرح الصُّوليِّ لديوان أبي
تمَّام» بتحقيق د. خلف رشيد نعمان (1/ 488)، وفي «ديوان أبي تمَّام بشرح الخطيب
التِّبريزيِّ» بتحقيق محمد عبده عزَّام (2/ 116)، وفي «ديوان أبي تمَّام» بشرح د. محيي الدِّين صبحي، طبعة دار
صادر (1/ 291)، وزاد الأخيرُ علَى سابقَيْهِ بأن شرَح اللَّفظةَ في الحاشيةِ
قائلًا: (أصّلت شعري: جعلتَه ذا أصلٍ) انتهى.
وقد بدا لي أنَّ الصَّوابَ: (وَأَصْلَتَّ)، مِنْ
(أصْلَتَ السَّيفَ): إذا أخْرَجَهُ مِنْ غِمْدِهِ، فقد شبَّهَ شِعْرَهُ بالسَّيفِ
الَّذي يُصْلَتُ، وهي استعارةٌ مكنيَّةٌ. يؤيِّدُ ذلكَ قولُه: (وَلَوْلَاكَ لَمْ
يَظْهَرْ زَمَانًا مِنَ الغِمْدِ)، فكأنَّ شِعْرَهُ كانَ مُغمَدًا، ثُمَّ أُصْلِتَ.
وجاءَتْ كلمة (رونق) مُناسِبةً للسَّيْفِ أيضًا، وفي «القاموس» (رنق): (ورَوْنَقُ السَّيفِ والضُّحَى: ماؤُهُ
وحُسْنُهُ).
والله تعالَى أعلمُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق