الاثنين، 6 يوليو 2020

(حتى) الداخلة على (إذا)



اختلفَ العلماء في (حتَّى) الدَّاخلة علَى (إذا) علَى قولين:
أحدهما: أنَّها حرفُ ابتداءٍ، دخَلَتْ علَى الجملةِ الشَّرطيَّةِ.
والآخَر: أنَّها حرفُ جرٍّ، بمعنَى (إلَى).
انظر: «الدرّ المصون 3/ 436، 583» للسَّمينِ الحلبيِّ -رحمه الله-.
ورأيُ الجمهورِ أنَّها حرفُ ابتداءٍ. قالَ ابنُ هشامٍ -رحمه الله- في «مغني اللَّبيب 2/ 290»: (وكذا قالَ [أي: ابنُ مالك] في (حتَّى) الدَّاخلة علَى (إذا) نحو: ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾: إنَّها الجارَّة، وإنَّ (إذا) في موضع جرٍّ بها. وهذه المقالةُ سبقه إليها الأخفشُ، وغيرُه، والجمهورُ علَى خلافِها، وأنَّها حرفُ ابتداءٍ، و(إذا) في موضعِ نصبٍ بشرطِها، أو جوابِها) انتهى.
و(حتَّى) الابتدائيَّة (هي حرفُ ابتداءٍ يُستأنَفُ بعدَها الكلامُ)، و(تدخلُ علَى جملةٍ مضمونُها غايةٌ لشيءٍ قبلَها، فتُشارِكُ الجارَّةَ والعاطفةَ في معنَى الغايةِ) انتهَى من «الجنَى الدَّاني 552، 553» للمُراديِّ -رحمه الله-.
وقالَ ناظرُ الجيشِ -رحمه الله- في «تمهيد القواعد 2997»: (وأمَّا (حتَّى) الابتدائيَّة؛ فاعلَم أنَّ معناها انتهاء الغايةِ... والمرادُ بكونِها حرفَ ابتداءٍ: أنَّها الكلامَ يُستأنَفُ بعدَها، ويقعُ بعدَها الجملةُ من فعلٍ ومرفوعه، والجملةُ من مبتدإٍ وخبرٍ، والكلمتانِ من شرطٍ وجزاءٍ). ثمَّ قالَ: (ومن وقوعِ الشَّرط والجزاءِ قولُه تعالَى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا﴾، وقوله تعالَى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾) انتهَى.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق