كنتُ أتصفَّحُ الجزء الأوَّل من كتاب «الوصف في الشِّعر
العربي» لعبد العظيم علي قناوي، فقرأتُ فيه هذا البيت -لمهلهِل بن ربيعةَ- (ص 252):
كأنَّ كَوَاكِبَ
الجَوْزَاءِ عُوذٌ * مُعَطَّفَةٌ عَلَى رَبْعٍ كَسِيرِ
وعُدتُّ إلى «ديوانِه» الَّذي نشَرتْه الدَّار العالميَّة،
فوجدتُّهُ هكذا (ص 38):
كأنَّ كَوَاكِبَ الجَوْزَاءِ عُودٌ * مُعَطَّفَةٌ عَلَى
رَبْعٍ كَسِيرِ
وقال شارحُه (!) في الحاشيةِ:
(الجَوْزاء: مِن بروج السَّماء. العُود: الخشبة الدَّقيقة
أو الغليظة، الرَّطبة أو اليابسة. الرَّبْع: الدَّار وما حولها) انتهى.
وهذا كلامٌ لا معنى له -كما ترَى-.
وصوابُ البيتِ:
كأنَّ كَوَاكِبَ الجَوْزَاءِ عُوذٌ * مُعَطَّفَةٌ عَلَى
رُبَعٍ كَسِيرِ
كما في «كتاب الأمالي» لأبي عليٍّ القالي (2/130). يقول
-رحمه الله- في تفسيرِه:
(العُوذ: الحديثات النِّتاج، واحدتُها عائذ؛ وإنَّما قيلَ
لها عُوذٌ؛ لأنَّ أولادَها تعوذُ بِهَا. والرُّبَع: ما نُتِجَ في الرَّبيع. يقولُ:
كأنَّ كواكِبَ الجَوْزاءِ نُوقٌ حديثاتُ النِّتاج، عُطِّفَتْ علَى رُبَعٍ مكسورٍ،
فهي لا تتركُه، وهو لا يقدر على النُّهوضِ) انتهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق